حسين فهمي يتهم وزيرًا مصريًا بإرضاء "إسرائيل"

شنَّ الفنان المصري حسين فهمي هجومًا حادًا على وزير الثقافة فاروق حسني، ووصفه بـ"اللاهث" وراء منصب الأمين االلعام لمنظمة "اليونسكو"، واتهمه بمحاولة إرضاء "إسرائيل" للفوز بهذا المنصب.

فهمي وصف أيضًا في هذا الإطار آراء فاروق حسني ومواقفه بـ"الشيء المؤسف"، وذلك وفقًا لصحيفة "المصري اليوم" الصادرة الخميس 19 يونيو/ حزيران الجاري، قبيل مغادرته مطار القاهرة متوجهًا إلي بيروت؛ لحضور مهرجان "ميركس دور".

وأكد الفنان المصري- في تصريحاته- رفضه كفنان وكمواطن مصري هذا "التخبط واللهاث" وراء منصب "اليونسكو"، حتى لو كان "عبر إسرائيل ومحاولة إرضائها بتقديم تنازلات"، معتبرًا أن هذه المواقف تضعف موقف وزير الثقافة، وتأتي بنتائج عكسية.

وأعرب فهمي عن دهشته مما يردده البعض من أنه أحد المرشحين لتولي منصب وزير الثقافة خلفًا لحسني، وأنه بسبب هذا الترشيح يحاول مجاملة النظام والحكومة في تصريحاته.

وكان وزير الثقافة المصري قال في تصريحاتٍ له مؤخرًا إنه "إذا وجهت إسرائيل دعوة لي.. سآتي"! ودعا حسني (المرشح ليرأس منظمة اليونيسكو) إلى أن يتم "الاستعداد جيدًا لمثل هذه الزيارة، في كل تفاصيلها"، نظرًا للاعتراضات التي ستثيرها في مصر.

ودافع فاروق حسني- في حديث لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية- عن تصريحاته التي أثارت غضب اليهود عندما قال إنه مستعد "لإحراق" كتب إسرائيلية، مشددًا أنه قال "عبارة مصرية شعبية" عندما استجوبه أحد نواب المعارضة بشأن انتشار الكتب الإسرائيلية في المكتبات المصرية، وهو ما نفاه حسني.

وبرَّر وزير الثقافة المصري رفضه بث أفلام أو نشر كتب "إسرائيلية" في مصر بأنه "لا يريد أن يشاهد إحراق قاعة سينما في القاهرة أو الإسكندرية لأنها تبث فيلمًا إسرائيليًا، لا أكره إسرائيل، إنما على التطبيع الثقافي أن ينتظر".

خلافات الفنان والوزير

كان حسين فهمي تولى رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لمدة أربع سنوات منذ عام 1998 حتى عام 2001.

وشهدت فترة توليه رئاسة المهرجان خلافات حادة مع فاروق حسني؛، إثر اتهامه وزارته بالتقصير في دعم المهرجان ماديًا، وحمَّلها مسئولية تدني سمعة المهرجان عالميًا.

واتهم الفنان المصري حسني بتعمد تجاهل المهرجان ردًّا منه على رفضه التدخل من جانب الوزارة في إدارة المهرجان الذى يعتبره حدثًا يخص السينمائيين وحدهم، ويتعين على وزارة الثقافة أن تؤدي دور الداعم المادي فقط دون التدخل في إدارته.

وتصاعدت حدة الخلافات بين حسني وفهمي حتى انتهت بتقديم الأخير استقالته من رئاسة المهرجان ليخلفه شريف الشوباشي.

يشار إلى أن فاروق حسني، من مواليد مدينة الإسكندرية عام 1938،

حصل على بكالوريوس الفنون- قسم الديكور- جامعة الإسكندرية، ويلقبه البعض بـ"الوزير الفنان".

وفاروق واحد من أهم فناني مصر في العصر الحديث، وتجد لوحاته إقبالاً، خاصةً في روما حيث عمل مديرًا للأكاديمية المصرية للفنون بروما "ايطاليا" لسنوات عدة، وقد قدم استقالته من الوزارة في عام 2005 ،على أثر حادث حريق مسرح قصر ثقافة بني سويف إذ أعلن مسئوليته الأدبية عن الحادث، لكن الرئيس المصري حسني مبارك رفض تلك الاستقالة، وأبقاه في منصبه، ليضرب بذلك رقمًا قياسيًا في بقائه بهذا المنصب لأكثر من عشرين عامًا