المعارضه انتقام ام محاوله للتعبير

مشاعرنا تتسم بالغضب و السخط فتؤدي دائما الي سلوك مشوب بالانتقام و التشفي بينما السياسة – للراغبين الخوض فيها - لغة تعتمد في الاساس علي التفكير الهادئ و الدراسة و التأني في اتخاذ القرارات لتحقيق افضل النتائج فلا تعرف الغضب الذي يشل التفكير و يجعلنا لا نري الا الانتقام كرد فعل طبيعي ازاء ما تعرضنا له او الاكتفاء بالتشفي و السخرية لاننا لا نملك القدرة او القوة علي الانتقام . ان لغة المعارضة المصرية و المتمثلة في جرائد الاحزاب او الجرائد المعارضة الاخري هي مثل يوضح هذا السلوك الذي لا ينتمي الي الحوار بل الي التشهير لغرض الشهرة او للانتقام و هو مؤشر يوضح اتجاه القراء و من ثم المجتمع و الامثلة علي ذلك كثيرة . فجريدة عزيزة كالدستور تدخل عامها الثالث وهي تحقق اعلي معدل للتوزيع في جرائد المعارضة كانت و لازالت تستخدم اسلوب التجريح لكل اعضاء الحكومة و لرئيس الجمهورية و الذي وصل الي حد لم يستطع صناعه ان يتعدوه فقد وصلوا الي نهايته و هي حقيقة يراها الجميع الان حيث اصبحت الجريدة لا تقدم اي شئ جديد و قال لي احد الاصدقاء ” انا بقيت عارف ايه اللي هيتكتب من اول صفحة لاخر صفحة ” و مع ذلك لم تغير من طريقتها في الحوار او النقد بل اعتمدت علي فكرة ان التاريخ حينما سيتكلم عن هذه الحقبة سوف يذكرها و يذكر الدور العظيم الذي قامت به لتغير مجري الاحداث و هو اعتقاد راسخ في عقلية الكتاب الكبار و الصغار فيها و هو ما دفعها ايضا الي اعتماد سياسة الاخوان المسلمون في التغيير و الدعاية لهم و لرموزهم باخبار ثابتة تظهر في كل عدد و التي وصلت في بعض الاحيان الي نشر اخبار علي شاكلة ” كيف يقضي المرشد العام اجازته في الصيف و اين و كذلك نائبه ، هل تنزل زوجاتهن الي البحر ؟ ” و علي نفس النهج صارت غالبية صحف المعارضة و هو ما يوضح ان هذا هو الاسلوب المتبع و الذي يحقق اعلي معدلات توزيع و هو ما يوضح ايضا سلوك القراء الذين يشترون الجريدة بينما في المقابل تغير الاداء في جريدة الاهرام التي تعتبرها المعارضة صوتا للنظام و لكن المتابع لها يجد ان اخبارا مثل اضرابات عمال شركات الغزل و قضية اكياس الدم الملوثة كانت تنشر في الصفحة الاولي و اصبحت هناك مساحة للمعارضة و محاسبة المقصرين في الحكومة و هذا ليس افضل شئ بل ننتظر منها المزيد و من باقي الجرائد القومية و لكن حتي الان لم تتغير معدلات توزيع الدستور - و ان كنت اظن انها بدأت تهبط و لكنهم لا يعلنون - وهويوصلنا الي نتيجة ان القارئ لا يريد ان يعارض بل يريد ان ينتقم او يسخر من المسئولين حتي لو وصل الامر الي السب و القذف . دفع الانتقام جرائد المعارضة لهذا السلوك الغير محسوب و الذي سيؤدي الي افلاس الجريدة من الرأي و الفكر و ستصبح مجرد منبر لاصحاب الحناجر و هو ما لن ينجحها كجريدة تسعي لتبقي في ذاكرة التاريخ و لكنه سينجحها كبرنامج منوعات لدي القراء و هذا لان نفس السلوك الانتقامي الموجود داخلها موجود ايضا داخل عقل و قلب كل مواطن لم يحصل علي احد حقوقه - كما يظن انها حقوقه- و لذلك يذهب صديقي الذي يعرف ماذا ستقوله الجريدة من الصفحة الاولي الي الاخيرة ليشتريها و هو ما سنجده سلوكا جليا و واضحا لكل من لهم قضايا خاصة مع النظام فنسبة كبيرة منهم مازالوا مداومين علي شراء جرائد المعارضة التي ليس لها هدف الا الصاق كل ما هو سئ الي الحكومة و الرئيس . لا نستطيع ان نفصل بين الانتقام كسلوك ينتج عنه فعل ما و الرغبة في التشفي و افراغ شحنات الغضب من خلال قراءة الكلمات و الاوصاف التي لا نستطيع ان نقولها بالسنتنا و لكننا نتلهف لقرائتها و كأننا نقولها بكل قوتنا ونعود في كل مرة لنكرر نفس المشاعر بنفس الطريقة التي لا نعرف لها نهاية و لا نستطيع السيطرة عليها و نجد تأثيرها يظهر في قسمات الوجه و نظرات الاعين و هي تقرأ الاخبار المحبوبة بلهفة التشفي و السخرية و نعود من جديد لنشتري تذكرة المعارضة لعلها تشفي النيران المتوهجة داخل القلوب و لكن للاسف لم يعد هذا العلاج يؤتي ثماره و لم ننال الشفاء بعد .الذي يجب ان يلفت نظرنا حتي الان اننا لم نتغير و المشاكل لم تحل و القضايا الرئيسية كما هي و المشاعر لازالت متوهجة لم تنطفئ و اننا اصبحنا نردد ما نسمعه او نقرأه بدون ان نعطي لانفسنا فرصة للفهم .متي سنهدأ لنفكر فيما يقال و فيما نسمعه؟ ان الحل في الهدوء و التفكير و استغلال الوقت في التعلم و القراءة و الدراسة و ترك الحرية لعقولنا لتفكر و تناقش و تجادل حتي تصل الي الحقيقة و عند ذلك يأتي وقت القرارات .
الكل يعرف ان القرارات التي تتخذ في وقت الغضب ليست صحيحة لان الغضب يشل العقل و التفكير.اكاد اجزم اننا الوحيدون في العالم الذن لا يعرفون المناقشة و الحوار فالاعتراضات موجودة و حاضرة حتي قبل ان يعرض الاخر وجهة نظره ونحن افضل من يتكلموا في نفس الوقت و لا نصل في النهاية الي شئ حتي في الاجتماعات الدولية و الدبلوماسية نجد رؤساء و وزراء مشحونون بالغضب تنطق حناجرهم بكلمات لا نفهم اغلبها و لكننا في النهاية نصفق بحدة . ان مجتمعنا في احتياج الي المفكرين و اصحاب الرؤي لينيروا الطريق امام العامة و المنساقين وراء شحناتهم العاطفية بحثا عن من يستطيع اطفائها ، فمن منا لا يدرك ان الشعارات الدينية تأتي بثمارها حتي لو كان حاملها قاتل او سارق في وسط هذا المجتمع الذي تصل نسبة الامية فيه الي النصف و في بعض الاماكن تصل لثمانين بالمئة ، كيف نطلب من الاعمي ان يرينا الطريق ؟ و كيف نسأله اين السبيل للنجاه ؟ ان ما نمر به الان لا يمكن احتماله مقارنة بالمستقبل الذي ينتظرنا، اننا في محنة بكل المقاييس و لا يمكن المقارنة بين الجرائد في مصر و في الولايات المتحدة الامريكية من حيث نقدها للرؤساء و هي التي وصلت الي حد من العلم و الابتكار نحتاج الي مئات من السنوات لنصل اليه فلست بصدد اتهام المعارضة و لا التهليل للجرائد القومية ، فمنذ اقتراح السيد رئيس الجمهورية بتعديل المادة 76 من الدستور و التي اعطت الحق لرؤساء الاحزاب في المنافسة علي منصب رئاسة الجمهورية من خلال الانتخابات و المعارضة في مصر علي اشدها .و يمر العام تلو الاخر و لا اجد في من حولي من استطاع ان يستفيق من حمي الانتقام و التشفي فيأخذ هدنة للتفكير و الدراسة ليستخلص النتائج و يبني موقفه علي ايمان راسخ بقضيته لا يتزعزع يقبل النقد و يحاور منتقديه و يكافح من اجل قضيته و يترك طريق لتلاميذه من بعده فلا يترك لهم حربا بل سلام مع الكل حتي الاعداء و المختلفين ، فقليلين من تختلف معهم و تظل تحترمهم .

اي فكرة في هذا العالم تحتاج الي وقت لتقبل او ترفض فحتي العجين يأخذ وقته ليختمر و نحن لا نريد ان نأخذ وقتا لنفكر و ندرس و نتعلم و في النهاية نقبل او نرفض ما توصلنا اليه . فالتعلم معادلة كيميائية سهلة و مذهلة في تأثيرها و لا يفك رموزها الا البحث و التنقيب

</BLOCKQUOTE>

تسلم ايدك موضوع مهم و حيوي
بس انا رايي ان حتي ف احسن البلاد المعارضه بتباه مهمه جدا لان مش معقول كل حاجه هتباه ماشيه ف اتجاه او تيار واحد
تسلم ايدك مرة تانيه و تعيش و تجيبلنا