نقاطعهم .. يقاطعونا .. قطيعة تقطعنا وتقطعهم .. !!, منقول

نقاطعهم .. يقاطعونا .. قطيعة تقطعنا وتقطعهم .. !!
--------------------------------------------------

تحالف شعبي أمريكي ينادي: “حافظ علي سيارتك لنتخلص من النفط العربي”

كان هذا أحد العناوين على صفحة جريدة أمريكية تسمى “أمريكا إن أرابيك” (1)

المهم
العنوان أدهشني فعلا..
الأمريكيون بدأوا يقاطعون النفط العربي بالفعل.. بل وأقامت عدةُ شركاتٍ
محطاتٍ للوقود مكتوب عليها بخط واضح وعريض “لا نستخدم النفط العربي”

بصراحة كبيرة دار عقلي حول نفسه دورة تاريخية بهلوانية حلزونية … وعادت
إليه ذكريات المقاطعة والدعوة إليها حين تزعمتُ منابر النداء بتلك الدعوة
في مساجد المدينة الجامعية أيام أن كنتُ طالبا .. وعلى المنبر الكبير
بالمسجد بعد التخرج وأثناء ممارسة العمل ..
كانت الحجج التي يقابلني بها رافضو المقاطعة أقل ما توصف به أنها حجج
واهية ساذجة .. وإن دلت على شيء فإنما تدل على ضعف في نفسية أصحابها
وافتقادهم للحزم مع أنفسهم ..
- فأحدهم لا يتخيل الدنيا بدون “بَزَّازَةٍ” من البيبسي يرضع منها كل يوم .. !!
- وأخرى تظن أنها ستموت “قَرَفًا” وستمتلئ الدنيا بالبقع والدهون لو تخلّت عن مسحوق الغسيل الأمريكي ..!!
- أما الثالث فيريد أن يظهر بصورة أصحاب العقل والفكر وتراه يحرك
“شلاضيمه” في وجهك مرددا عبارات من نوعية “أن تلك السلع تعبئها أياد مصرية
أو عربية خالصة” .. “وأن بتلك الشركات موظفون ستغلق بيوتهم في حالة
المقاطعة وإثبات خسائر على تلك الشركات” .. !!
- أما الرابع فشخص لا أستطيع وصفه إلا بأنه شخص ساذج مضحك ومضحوك عليه
..!! فهو يعتقد أن المقاطعة ليس لها سند شرعي أو ديني من فعل السلف حتى
نأخذ بها.. وكأنه ينتظر أن يجد أثرا عن الحسن البصري أو محمد بن سيرين أنه
امتنع عن تناول البيبسي والكوكاكولا ونهى زوجته عن استخدام مسحوق غسيل
إريال .. !!

سأنقل إليكم بعض تفاصيل الخبر حتى تعلموا كيف بدأ القوم يفكرون .. وإلى
مدى وصل تعاملهم مع المقطعة للبترول العربي (والذي لم يعد عربيا) ..!!
انظروا ماذا يقولون ((يجب عليك المحافظة علي ضغط إطارات سيارتك في حالة
جيدة، وعليك أن تستخدم نوع زيت السيارة الذي ينصح به صانعو السيارة، وإذا
كنت تمتلك سيارتين أو أكثر فعليك أن تستخدم السيارة التي تستخدم كمية أقل
من الوقود في تنقلاتك حتى لا تجد نفسك تدفع النظام إلى الاحتياج إلى بترول
العرب)) !!
إذن فقد استعد القوم لشد الحزام (على رأي السادات) ويطالبون بترك استعمال
السيارات الفارهة وراء ظهورهم لأنها تحتاج إلى كميات كبيرة من الوقود
ستدفع الدولة دفعا إلى استيراده من العرب لتغطية حاجات الناس .. ولم
يقولوا مثل صاحبة “حبل الغسيل” التي ترفض أن تستخدم مسحوقا أقل جَوْدَة ..
مع أن البُقَعَ تخشى وجه أي مسحوق وتلوذ بالفرار عند إضافته إلى ماء
الغسيل , بغضِّ النظر عن نوعيته أو جنسيته (كلام مجرب والله)
ولم يدُرْ بخلد هؤلاء الأمريكيين - كما دار بخلد أحبائنا العرب المشفقين
على العمال - أن وَقْفَ استخدام النفط العربي سيخرب بيوت المستثمرين
الأمريكيين في مجال البترول العربي وأن الشركات ستغلق .. هذا برغم معرفتهم
التامة أن العرب لا يستخرجون بترولهم بأنفسهم وتقوم الدول الغربية بذلك ..
كما أنهم أدركوا أن الأمر مجرد أسلوب من أساليب النكاية في المنافس أو
العدو .. لا يحتاج إلى تشريع ديني أو نَصٍّ مقدس يُثبِت أن “بولس الرسول”
عُرِضَ عليه أن يتكفل العرب من بترولهم بنفقات وقوده في رحلاته التبشيرية
ثم رفض ..!! بل قاطعوا لأنهم يرون في احتياجهم لبترولنا نوعا من الذلة لنا
وفتحا لباب استخدامنا الضغط عليهم (أصلهم ميعرفونش إن الرؤساء والملوك
العرب أغبياء في موضوع استخدام وسائل الضغط ده) ..!!

يا سادة / سيدات
قاطعوهم بالله عليكم..
لقد ثبت بالتجربة أن القوم يصرخون ويتألمون عند مقاطعتنا لسلعهم .. وليست الدانمارك ببعيد ..
ولا يتخيل الإنسان أن أمريكا أو إسرائيل أو بريطانيا لن تتأثر بالمقاطعة
.. بل تتأثر .. حتى لو كان التأثير معنويا , فهو يكفي ليشعر الناس في هذه
البلاد أنهم مكروهون وغير مرغوب في بقائهم على صهوة زعامة العالم ..
ومع أن الدول العربية البترولية أصبحت صديقة لهم بفضل أنظمتها الحاكمة
العبقرية التي تسلم رقبتها لمن تعلم يقينا أنهم سيقطعونها إن عاجلا أو
آجلا .. لم يثنهم ذلك عن الدعوة إلى المقاطعة لهذا الوقود ..
فيجب علينا نحن الشعوب في الدول العربية والمسلمة أن نقاطع تلك السلع لأن
أنظمتها ليست صديقة لنا .. قد تكون صديقة لأنظمتنا الحاكمة “خسف الله بها”
.. لكنها تشجع هذه الأنظمة على قهرنا .. ولا مانع عندها أبدا أن ترى
المعتقلات مليئة بالشرفاء وأن ترى الناس يموتون تحت الأحذية والهراوات
والتعذيب “الميري” .. فالتعامل معها مُضِرٌّ لنا حتى على صعيد الحريات
الشخصية والعقائدية ..!!
بل والأهم من ذلك .. إنهم قاطعونا لأنهم لا يريدون أن نستخدم النفط في
الضغط عليهم .. فلابد أن نقاطعهم لأن أموالنا تتحول عندهم إلى رصاصات
مطاطية وقنابل مسيلة للدموع تستخدمها قوات الشرطة المغوارة إذا خرجنا في
مظاهرة نطالب بحقوقنا أو هتفنا لصالح قضية فلسطين او العراق .. كما أنه
أيضا يتحول إلى رصاصات ودبابات وطائرات وذخيرة حربية تقتل إخوة لنا في
فلسطين والعراق وأفغانستان والفلبين وبورما والصومال وغيرها الكثير ..
وباختصار .. أقل مبررات ضرورة مقاطعة تلك السلع .. هي التبرؤ أمام الله
يوم القيامة من المساهمة بأموالنا في قتل المسلمين أو غير المسلمين الذين
يقتلون بغير ذنب ..
منقول